قصة حارس القلعة الصغير

قصص للأطفال – قصة حارس القلعة الصغير: نقدم لكم في هذا المقال قصة مشوقة ومُلهمة ضمن فئة قصص قبل النوم للأطفال سن10.قصص اطفال قصيرة جدا ومفيدة بالصور. تعتبر هذه الحكاية من أجمل قصص اطفال قبل النوم و قصص اطفال مكتوبة قصيرة التي تحمل في طياتها دروساً قيمة. استمتعوا بقراءة هذه قصص للاطفال الممتعة، وهي أيضاً تصنف ضمن قصص اطفال قصيرة و قصص اطفال مكتوبة و قصص اطفال للنوم.
قصة حارس القلعة الصغير
كان صباحاً مشمساً من أيام الربيع عندما تجمع طلاب الصف السادس أمام مدرستهم. كانت الحماسة تملأ وجوههم، فاليوم هو يوم الرحلة المدرسية إلى قلعة صلاح الدين الأثرية، أحد أهم المعالم التاريخية في المنطقة.

وقف الأستاذ محمود يتأكد من حضور جميع الطلاب وهو يحمل قائمة الأسماء بيده. نادى الأستاذ: هشام؟
أجاب هشام بحماس: حاضر!
فقد كان متحمساً لهذه الرحلة منذ أسابيع.
نادى الأستاذ مجدداً: ريم؟
ردت ريم: حاضرة يا أستاذ!
وهي تقف بجانب صديقتها سارة.
تابع الأستاذ محمود مناداة الأسماء حتى وصل إلى اسم: ياسر الراشد؟
لم يجب أحد. كرر الأستاذ محمود بصوت أعلى: ياسر الراشد؟
أشارت ريم نحو صبي يقف وحيداً بعيداً عن المجموعة: إنه هناك يا أستاذ.

كان ياسر طالباً جديداً انضم إلى المدرسة قبل شهرين فقط. لم يتكلم كثيراً مع أحد، وكان دائماً يجلس في آخر الصف، وكثيراً ما لاحظ هشام وريم أنه يتصرف بعدوانية مع من يحاول التقرب منه.
انطلقت الحافلة بالطلاب نحو القلعة التاريخية. كان الجميع يتحدثون ويضحكون، باستثناء ياسر الذي جلس وحيداً ينظر من النافذة بصمت.
همست ريم لهشام: هل لاحظت أن ياسر لا يتحدث مع أحد؟
أجاب هشام: نعم، إنه غريب الأطوار. البارحة رأيته يصرخ في وجه محمد عندما اقترب من حقيبته.
بعد ساعة من الرحلة، وصلت الحافلة إلى وجهتها. كانت القلعة تبدو مهيبة على قمة الجبل، بأسوارها العالية وأبراجها الشامخة.
قال الأستاذ محمود: حسناً يا طلاب، سنلتقي بالمرشد السياحي عند مدخل القلعة. أرجو منكم الانتباه والاستماع جيداً.

بدأت جولة المرشد السياحي، وكان يشرح تاريخ القلعة بحماس: بُنيت هذه القلعة في القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت تستخدم لحماية الطرق التجارية…
بينما كان الطلاب يستمعون، لاحظ هشام أن ياسر قد ابتعد عن المجموعة. همس في أذن ريم: انظري، ياسر يتسلل بعيداً.

اقترحت ريم: دعنا نتبعه لنرى ماذا يفعل.
ابتعد الطفلان بهدوء عن المجموعة واتبعا ياسر الذي دخل إلى غرفة جانبية في القلعة. عندما اقتربا، سمعا صوت ياسر يتحدث… لكن لم يكن معه أحد!
كان ياسر يقول: وفي هذه الغرفة، كان الجنود يراقبون التحركات من خلال هذه الفتحات الضيقة، وكانوا يستخدمون الأقواس للدفاع عن القلعة…
دخل هشام وريم بهدوء، ووجدا ياسر واقفاً وحده، متحدثاً كأنه يشرح تاريخ المكان.
سألت ريم بلطف: ياسر، ماذا تفعل هنا وحدك؟

التفت ياسر بسرعة، وظهرت علامات الارتباك على وجهه. أجاب بتوتر واضح: لا شيء! أنا فقط… كنت أتفقد المكان.
قال هشام: لكننا سمعناك تتحدث عن تاريخ القلعة. بدا وكأنك تعرف الكثير عنها.
صمت ياسر للحظات، ثم تنهد وقال: نعم، أنا أقرأ كثيراً عن القلاع والتاريخ العربي. والدي كان يعمل في مجال الآثار قبل أن ننتقل إلى هذه المدينة.
قالت ريم بإعجاب: هذا رائع! لماذا لا تشارك هذه المعلومات مع الصف؟
نظر ياسر إلى الأرض وقال: في مدرستي السابقة، كان الطلاب يسخرون مني عندما أتحدث عن التاريخ. يقولون إنني غريب ومملّ.
قال هشام بحماس: لكن هذا غير صحيح! نحن نحب التاريخ أيضاً، وأنا متأكد أن الجميع سيستمتع بسماع ما تعرفه.
سأل ياسر بتردد: هل تظنان ذلك حقاً؟
أجابت ريم بثقة: بالتأكيد! لماذا لا تشارك معلوماتك مع المجموعة؟ يمكنك أن تكون حارس القلعة الصغير الذي يعرف كل أسرارها!
للمرة الأولى، ظهرت ابتسامة خجولة على وجه ياسر.

عاد الثلاثة إلى المجموعة، وبتشجيع من هشام وريم، رفع ياسر يده عندما سأل المرشد السياحي إن كان لدى أحد أي أسئلة.
بدأ ياسر بصوت خافت في البداية ثم ازداد ثقة: في الواقع، أعتقد أن هناك قصة مثيرة عن هذا البرج تحديداً. يُقال إن المدافعين استخدموا نظاماً خاصاً للتواصل من خلاله…
أصغى الجميع باهتمام لياسر وهو يشرح بحماس تفاصيل لم يذكرها المرشد السياحي. حتى الأستاذ محمود بدا مندهشاً من معرفة ياسر العميقة.
سأل المرشد السياحي مندهشاً: من أين عرفت كل هذه المعلومات؟
أجاب ياسر بفخر: أقرأ كثيراً. وكان والدي يعمل في مجال الآثار.
مع استمرار الجولة، أصبح ياسر كالمساعد للمرشد السياحي، يضيف معلومات ويشارك قصصاً مثيرة. بدأ الطلاب يتجمعون حوله يستمعون بإعجاب. وللمرة الأولى، شعر ياسر أنه محط اهتمام إيجابي من زملائه.
في طريق العودة، جلس ياسر مع هشام وريم، وكان يتحدث معهما بحماس عن كتاب جديد يقرأه عن قلاع الأندلس.
قالت ريم: لقد كنت رائعاً اليوم يا ياسر. أنت حقاً حارس القلعة الصغير!
ضحك ياسر وقال: شكراً لكما. لم أكن لأشارك معلوماتي لولا تشجيعكما.
سأل هشام بفضول: لماذا كنت تتصرف بعدوانية مع الآخرين؟
تنهد ياسر وقال: كنت أشعر بالغربة بعد انتقالنا. وفي مدرستي السابقة، عندما حاولت أن أكون على طبيعتي وأشارك اهتماماتي، سخر مني الطلاب. فقررت ألا أدع أحداً يقترب مني كفاية ليؤذيني مرة أخرى.

قالت ريم بلطف: لكننا لسنا مثلهم. هنا، نقدّر من لديه معرفة ومواهب مختلفة.
في اليوم التالي في المدرسة، طلب الأستاذ محمود من ياسر أن يعد عرضاً تقديمياً عن القلعة للصف. وبمساعدة هشام وريم، جمع ياسر صوراً وخرائط ومعلومات مثيرة.
قدم ياسر عرضه بثقة لم يعهدها في نفسه من قبل، وأنصت الجميع باهتمام. وعندما انتهى، صفق له الصف بحرارة.
قال الأستاذ محمود مبتسماً: هذا كان رائعاً يا ياسر! ما رأيك أن تساعدنا في تنظيم معرض عن التاريخ العربي في المدرسة الشهر القادم؟

شعر ياسر بالفخر، وللمرة الأولى منذ انتقاله إلى المدرسة الجديدة، شعر أنه وجد مكانه. وبينما كان يخرج من الصف، سمع طالباً يهمس لآخر: هل سمعت ما قاله ياسر عن الأبراج المراقبة؟ كان ذلك مثيراً حقاً!
ومنذ ذلك اليوم، تحول ياسر من طالب منعزل عدواني إلى حارس القلعة الصغير المحبوب، الذي يشارك شغفه بالتاريخ مع الجميع. وتعلم هشام وريم درساً مهماً: أحياناً، من يبدو صعباً في التعامل يكون فقط بحاجة لمن يفهمه ويقدر مواهبه.
كما تعلم ياسر أنه يمكنه أن يثق بالآخرين وأن يكون على طبيعته، وأن ما يراه البعض غريباً قد يراه آخرون رائعاً. وأصبحت صداقة الأطفال الثلاثة مثالاً للجميع على كيف يمكن للتفهم والصبر أن يكسر حواجز الخوف والوحدة.
النهاية
🏰 ما هو اسم القلعة التي زارها الطلاب في الرحلة المدرسية؟ 🤔
خاتمة القصة:
وهكذا، أثبت ياسر للجميع أن الاختلاف قوة، وأن الشغف بالمعرفة كنز ثمين. لم يعد ياسر ذلك الطالب المنعزل، بل أصبح نجماً يضيء بذكائه وحبه للتاريخ. تعلمنا من قصة “حارس القلعة الصغير” أن نتقبل الآخرين ونقدرهم، وأن نمنح الفرصة لكل شخص ليظهر أفضل ما لديه. فالصداقة الحقيقية هي التي تبني الجسور وتفتح القلوب.
دعوة لمشاركة القصة:
هل استمتعتم بقصة “حارس القلعة الصغير”؟ شاركوها مع أطفالكم وأصدقائكم لتعميم الفائدة والمتعة. دعونا ننشر قصصاً ملهمة تحمل قيماً إيجابية لأجيال المستقبل. يمكنكم أيضاً ترك تعليقاتكم ومشاركة آرائكم حول القصة، فنحن نسعد بتفاعلكم!