قصة حكمة البرتقال

قصة حكمة البرتقال
ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

“مرحباً بكم في عالم القصص المضحكة والنوادر الشعبية الهادفة! في مقالنا اليوم، نقدم لكم واحدة من أطرف القصص القصيرة التي تجمع بين الفكاهة والحكمة في آن واحد. ‘حكمة البرتقال’ هي قصة كوميدية واقعية تدور أحداثها في سوق شعبي، حيث يقع بائع الفاكهة ضحية لكذباته المضحكة.

هذه الحكاية الطريفة ستجعلكم تضحكون وتتأملون في عواقب عدم الصدق بطريقة خفيفة الظل. تابعونا مع هذه النادرة الشعبية المسلية التي تحمل مغزى أخلاقي لطيف يناسب جميع الأعمار!”

قصة حكمة البرتقال

تنفس أبو سعيد الصعداء وهو يجلس على بساطه المتواضع في سوق الفاكهة القديم. كانت الشمس تتسلل بين أغصان شجرة التوت العتيقة التي اعتاد الجلوس تحتها منذ عشرين عاماً. صفّ أكوام البرتقال اللامعة أمامه بعناية، مرتبة في أهرامات صغيرة تعكس خبرته الطويلة في عرض بضاعته.

كان السوق هادئاً في ذلك الصباح الربيعي، والبائعون من حوله يتثاءبون في انتظار الزبائن. مسح أبو سعيد العرق عن جبينه الواسع وعدّل عمامته البيضاء الصغيرة، ثم نظر بفخر إلى برتقاله النضر الذي قطفه بنفسه من بستانه على أطراف المدينة.

“برتقال طازج! برتقال حلو كالعسل!” صاح بصوته الأجش محاولاً جذب المارة.

بينما هو غارق في ترتيب آخر صندوق من البرتقال، وقفت أمامه امرأة عجوز ملفوفة بملاءة سوداء. كانت تتكئ على عصا خشبية قديمة، وتنظر إلى البرتقال بعينين متفحصتين خلف نظارتها السميكة.

“صباح الخير يا بني،” قالت العجوز بصوت هادئ، “هل هذا البرتقال حامض؟”

تأمل أبو سعيد وجه العجوز للحظة. كان الزبائن عادة يسألون عن البرتقال الحلو، ونادراً ما يطلبون الحامض. ظن أن العجوز تبحث عن برتقال حلو وتريد التأكد فقط.

“لا يا خالتي، هذا أحلى برتقال في السوق كله!” رد بحماس وهو يلتقط برتقالة متوسطة الحجم ويلمعها بطرف قميصه. “انظري إلى لونه الذهبي، وشمي رائحته العطرة. هذا برتقال تربى على مياه النهر العذبة. كم تريدين؟ نصف كيلو؟ كيلو كامل؟”

ابتسمت العجوز ابتسامة هادئة، أظهرت تجاعيد وجهها العميقة.

“ولا حبة واحدة يا بني،” قالت بهدوء. “أنا أبحث عن البرتقال الحامض لزوجة ابني الحامل. الطبيب قال إنها تحتاج للحامض، فهي تشتهي الأطعمة الحامضة هذه الأيام.”

شعر أبو سعيد بالحرج، وتسمّر في مكانه. لقد خسر الصفقة بكذبته السريعة.

“آسف يا خالتي، في الحقيقة عندي صندوق برتقال حامض في الخلف…” حاول تدارك الموقف.

لكن العجوز هزت رأسها: “لا عليك يا بني، سأذهب لأبو خالد في آخر السوق. سمعت أن برتقاله حامض جداً.”

وبينما ابتعدت العجوز متكئة على عصاها، تمتم أبو سعيد في نفسه: “غبي! لماذا كذبت؟ كان يمكن أن أبيع نصف صندوق على الأقل. في المرة القادمة سأكون أكثر حذراً وسأتقن الكذبة!”


بعد يومين، كان أبو سعيد يرش الماء على برتقاله ليبدو لامعاً عندما رأى امرأة حاملاً تقترب من بسطته. كانت في شهرها السابع تقريباً، تضع يدها على ظهرها وتمشي ببطء.

“مرحباً يا سيدي،” قالت بصوت متعب. “هل هذا البرتقال حامض؟”

تذكر أبو سعيد درس العجوز على الفور. هذه المرة لن يخسر الصفقة! ابتسم ابتسامة عريضة وقال بثقة: “نعم، طبعاً! هذا أحمض برتقال في السوق كله! طعمه يجعل الخدود تنكمش والعيون تدمع من شدة حموضته!”

ابتسمت المرأة الحامل ابتسامة غريبة. “حقاً؟ كم السعر؟”

“للحامل سعر خاص!” قال أبو سعيد بسرعة. “كم كيلو تريدين؟”

نظرت المرأة إليه وقالت بهدوء: “لا شيء يا سيدي. في الحقيقة، أرسلتني حماتي لأشتري لها برتقالاً حلواً. أخبرتها أنك تبيع أحلى برتقال في السوق.”

شعر أبو سعيد بالصدمة. “حماتك؟”

“نعم، السيدة أم محمد التي زارتك قبل يومين. تعرف، العجوز ذات العصا…”

أدرك أبو سعيد حينها أنه وقع في فخ. احمر وجهه خجلاً وهو يتلعثم: “ولكن… يمكنني أن أقسم أن لدي برتقالاً حلواً أيضاً…”

ضحكت المرأة الحامل وهي تقول: “حماتي كانت على حق عندما قالت إنك رجل غير صادق. أرادت أن أتأكد بنفسي قبل أن نشتري منك.”

تجمع بعض المتسوقين حول البسطة، يستمعون إلى الحوار بفضول. شعر أبو سعيد بالعرق يتصبب من جبينه، وبدأ بائعو الفاكهة المجاورون يضحكون بصوت مكتوم.

“في الحقيقة…” بدأ أبو سعيد يحاول تبرير موقفه، “البرتقال نفسه محتار! نصفه حلو ونصفه حامض!”

انفجر الجميع ضاحكين، بما فيهم المرأة الحامل التي قالت وهي تمسح دموع الضحك: “حسناً يا أبو سعيد، سآخذ كيلو من هذا البرتقال المحتار، نصفه لي ونصفه لحماتي!”

منذ ذلك اليوم، أصبح أبو سعيد يعرف باسم “بائع البرتقال المحتار” في السوق. لكنه تعلم درساً ثميناً: الصدق هو أفضل سياسة، خاصة عندما تكون العجائز ذكيات وزوجات أبنائهن أكثر ذكاءً!

خاتمة القصة

“هل استمتعتم بقصة ‘حكمة البرتقال’ المضحكة؟ هذه النوادر الشعبية لا تقدم الترفيه فحسب، بل تحمل دروساً حياتية قيّمة تصل إلينا بأسلوب طريف وممتع. إذا أعجبتكم هذه القصة الكوميدية القصيرة، فلا تترددوا في مشاركتها مع أصدقائكم وعائلتكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما نرحب بتعليقاتكم وتجاربكم مع مواقف مضحكة مشابهة قد تعرضتم لها في الأسواق الشعبية! هل لديكم قصص مضحكة أخرى ترغبون في مشاركتها معنا؟ أخبرونا في التعليقات وانضموا إلى مجتمعنا المحب للفكاهة والحكايات الطريفة!”

ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

قصص جميلة في انضارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *