قصة ماذا لو علمت بموعد رحيلك

قصص واقعية قصة ماذا لو علمت بموعد رحيلك
ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

قصص واقعية: قصة ماذا لو علمت بموعد رحيلك هي قصة واقعية تحمل بين طياتها عبرة عميقة عن الخوف من المجهول وكيف يمكن لهذا الشعور أن يسيطر على حياة الإنسان. تدور هذه القصة حول العمدة الذي عاش طوال حياته وهو يهابه الجميع، ولكن سرعان ما تغيرت حياته عندما بدأ يشعر بالخوف من موعد رحيله.

تتناول القصة القصص الواقعية التي تعكس المشاعر الإنسانية الحقيقية، مثل القلق والخوف من الموت. تعلمنا هذه القصة أن الحياة تستحق أن نعيشها بكل تفاصيلها، وأننا لا يجب أن نسمح للقلق والمخاوف أن تسرق منا اللحظات الثمينة. إذا كنت من محبي القصص ذات العبر والحكم، فستجد في هذه القصة رسالة تُلامس قلبك وتجعلك تعيد النظر في حياتك.

قصة ماذا لو علمت بموعد رحيلك

في قرية صغيرة تقع بين جبال شاهقة وسهول خضراء، كان يعيش عمدة القرية. كان رجلاً مهيباً، طويل القامة، عريض المنكبين، ذو لحية بيضاء كثيفة وعينين نافذتين تشعران من يقف أمامهما بالرهبة. حكم القرية لأكثر من عشرين عاماً، وكان الجميع يهابه ويحترمه في آن واحد.

كانت دار العمدة أكبر دار في القرية، تقع على ربوة مطلة على الوادي الخصيب الذي يشق القرية نصفين، وفيه نهر صغير يروي الأراضي المحيطة به. في ليلة من ليالي الصيف، والقمر بدراً يسكب ضوءه الفضي على القرية النائمة، رأى العمدة في منامه حلماً غريباً.

رأى النهر الذي يروي القرية يجف شيئاً فشيئاً، وتتحول ضفتاه الخضراوان إلى صحراء قاحلة. والغريب في الأمر أن هذا الحلم ظل يراوده كل ليلة طوال شهر كامل. في كل مرة، يستيقظ العمدة وقد تصبب عرقاً، يتلفت حوله في الظلام، ثم يهرع إلى النافذة ليطمئن على النهر المتدفق تحت ضوء القمر.

بعد شهر من الأرق والقلق، استدعى العمدة العرافين والمفسرين من القرى المجاورة. اجتمعوا في ديوانه الكبير، وجلسوا على الحصير المفروش، والعمدة يروي لهم حلمه. اختلفت تفسيراتهم، وتباينت آراؤهم، ولكن أحداً منهم لم يستطع أن يفسر رؤياه تفسيراً يقنعه.

إلا رجلين.

كان الأول عجوزاً أشيب، منحني الظهر، عميق النظرات. والثاني شاباً نحيلاً، حاد الملامح. وقفا أمام العمدة وقالا بصوت واحد:

“أيها العمدة، النهر هو حياتك، والصحراء هي فناؤك. ستموت بعد شهر من الآن.”

ساد صمت ثقيل في الديوان. كان وقع الكلمات على العمدة كالصاعقة. احتقن وجهه، واتسعت عيناه، ثم صرخ بصوت مرتجف:

“كاذبان! ساحران! حاسدان!”

ثم أمر حرسه قائلاً: “خذوهما إلى السجن! لن يخرجا إلا بعد شهر. سنرى إن كان ما قالاه صدقاً أم كذباً!”

زُج بالعرافين في سجن القرية، وهو غرفة صغيرة مظلمة تحت دار العمدة. ومنذ تلك اللحظة، بدأت حياة العمدة تتغير.

أصبح شارد الذهن، قليل الكلام. امتنع عن الطعام، وقلّ شرابه. كان يقضي ساعات طويلة وحيداً في غرفته، يتأمل من النافذة النهر المتدفق. أصبح شبحاً لذلك الرجل المهيب الذي كان يحكم القرية بقبضة من حديد.

حاول أهل بيته إخراجه من حالته، فأحضروا له الطعام الشهي، وعزفوا له الموسيقى التي يحبها، وأحضروا الأطباء من المدينة، ولكن دون جدوى. كان العمدة يزداد ضعفاً وشحوباً يوماً بعد يوم.

مرت الأيام، والعمدة يترقب الموت في كل لحظة. كان يفزع من كل طرقة على الباب، ويرتعد من كل صوت غريب. أصبح الخوف رفيقه، والقلق صديقه، والموت شبحاً يطارده.

وفي اليوم الأخير من الشهر، وعندما كانت الشمس تميل للغروب، وألسنة الضوء الذهبية تتسلل عبر نافذة غرفته، أغمض العمدة عينيه للمرة الأخيرة.

عاد ابن العمدة من المدينة في اليوم التالي. عندما علم بما حدث، أمر بإطلاق سراح العرافين من السجن.

اجتمع أهل القرية في ساحتها، والجميع ينظرون إلى العرافين نظرات مليئة بالخوف والرهبة. قال ابن العمدة للجميع:

“هؤلاء الرجال يدّعون معرفة الغيب! لقد تنبأوا بموت أبي، وها قد تحقق ما قالوه!”

قاطعه شيخ الغفر، وهو رجل عجوز طيب القلب، كان صديقاً للعمدة الراحل:

“لا والله يا بني، إن أباك لم يمت لأنهم تنبأوا بموته. لقد مات لأنه صدق نبوءتهم. انقطع عن الطعام والشراب، وساءت حالته النفسية، ومات خوفاً.”

سكت الجميع، وتأملوا كلمات شيخ الغفر. كان محقاً. لم يكن قدر العمدة أن يموت في ذلك اليوم، ولكن خوفه من الموت هو ما قتله.

تقدم العراف العجوز وقال بصوت هادئ:

“نحن لا نعرف الغيب، ولا ندعي ذلك. كل ما فعلناه هو تفسير الحلم بما علمناه من تجاربنا. لو لم يخف العمدة، لو لم يستسلم للخوف، لربما عاش سنوات طويلة.”

ثم تقدم العراف الشاب وأضاف:

“الخوف من الموت أشد فتكاً من الموت نفسه. نحن جميعاً سنموت يوماً ما، ولكن المهم هو كيف نعيش الأيام التي وهبنا الله إياها.”

وأصبحت قصة العمدة عبرة يرويها الآباء لأبنائهم في القرية، عن رجل مات خوفاً من أن يموت.

تُعد هذه القصة تذكيرًا بأن الحياة ليست في الموت، بل في كيفية عيش اللحظات التي نمر بها. دعونا نتعلم من قصة العمدة أن الخوف من المجهول يمكن أن يكون أكثر قسوة من الموت نفسه، وأن القوة الحقيقية تكمن في كيفية مواجهة هذه المخاوف.

إذا وجدتم في هذه القصة درسًا مفيدًا، لا تترددوا في مشاركتها مع أصدقائكم وأحبائكم. دعونا نشارك جميعًا هذه الرسالة العميقة لنشجع على الحياة والتغلب على مخاوفنا. شاركوا هذه القصة الآن وكونوا جزءًا من هذه الرسالة التي تستحق أن تنتشر.

ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

قصص جميلة في انضارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *