قصة صراع الوفاء والإغراء

قصة صراع الوفاء والإغراء
ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

قصة صراع الوفاء والإغراء

اللقاء المقدر

لم أكن أتخيل يوماً أن أقف أمام هذا الاختبار القاسي. كنت رجلاً متزوجاً منذ ثلاث سنوات، أحب زوجتي سماح بكل كياني، لكن الحياة تُخبئ لنا اختبارات لا نتوقعها.

بدأ كل شيء عندما قررت الالتحاق بدورة مسائية في الكلية المجتمعية المحلية لتحسين مهاراتي المهنية. كانت الدورة تتطلب العمل على مشاريع جماعية، وهناك التقيت بها… نيكول.

نيكول، فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها، شقراء، قصيرة القامة لا يتجاوز طولها 157 سنتيمتراً، نحيلة الجسد، وجهها ملائكي وعيناها واسعتان كعيني غزال، تشعان بريقاً يخطف الأنفاس. كان شعرها الذهبي ينسدل على كتفيها بنعومة تثير الحسد.

تم تعييننا معاً في أحد المشاريع. كانت المهمة بسيطة – إعداد عرض تقديمي حول موضوع الدورة. اجتمعنا في مكتبة الكلية، وبدأنا العمل. كانت ذكية بشكل لافت، وكلما تعمقنا في النقاش، وجدت نفسي منجذباً لأفكارها وطريقة تفكيرها.

سهام الإغراء

الغريب أنها تجاهلت خاتم الزواج في إصبعي تماماً. بعد انتهاء المشروع، لاحظت أنها بدأت تبحث عني في الصف. كانت تصل مبكرة وتنتظر وصولي، وعندما أدخل، تلوح بيدها وتهمس: مرحباً، هناك مكان بجانبي.

حتى عندما حاولت تغيير مقعدي، كانت تجدني كما لو كانت بوصلة موجهة نحوي. كانت تقترب مني بابتسامة ساحرة، ثم تنحني نحوي هامسة بصوت ناعم: كيف حالك اليوم؟

شعرت بتأنيب الضمير، ولكن لم أستطع أن أنكر أن وجودها كان يرسل موجات من المتعة في جسدي. أحياناً كنت أتساءل: هل هذا اختبار إلهي لإيماني بالزواج؟ أم هي مجرد مصادفة قاسية؟

مع مرور الأيام، تحولت المحادثات البريئة إلى نظرات متبادلة أطول، وابتسامات أكثر حميمية. كنت أجد نفسي أفكر بها في المساء، أتخيل محادثاتنا، أستعيد ضحكتها الرنانة التي كانت تملأ الفضاء من حولنا.

في أحد الأيام، كنا في استراحة بين المحاضرات، اقتربت مني وهمست: أعتقد أنك من أكثر الرجال جاذبية في هذه الدورة.

شعرت بقلبي يخفق بسرعة، وحاولت التظاهر بعدم الاهتمام: شكراً لك، هذا لطف منك.

لكنها أضافت: أنا جادة، هناك شيء خاص بك، لا أستطيع تفسيره.

كان هناك حرب داخلية تدور في أعماقي. صوت يهمس: استمتع باللحظة، أنت تستحق هذا الشعور بالانجذاب المتبادل. وصوت آخر يصرخ: تذكر زوجتك، تذكر عهدك، تذكر الحب الذي جمعكما.

لكن الأمور ازدادت تعقيداً. بدأت نيكول تنتظرني خارج الصف، وأحياناً كانت تلامس يدي “عرضاً” أثناء العمل على المشاريع. كانت تخترق مساحتي الشخصية بسلاسة، وكلما اقتربت، تصاعدت حرارة المعركة الداخلية.

ليلة المطر

في إحدى الليالي بعد انتهاء المحاضرة، كانت السماء تمطر بغزارة. وقفت نيكول أمام مدخل الكلية تنظر للسماء بحيرة. اقتربت مني بابتسامة خجلة: لم أحضر مظلة، والمطر لا يتوقف.

شعرت بالتردد: هل تريدين أن أوصلك إلى مكان ما؟

أضاءت عيناها: هذا سيكون رائعاً!

خلال الطريق في السيارة، لاحظت كيف أنها جلست أقرب إلي مما ينبغي. كانت رائحة عطرها تملأ السيارة، مزيجاً من الياسمين والفانيليا، رائحة آسرة تتسلل إلى الحواس.

قالت بصوت ناعم: شقتي قريبة من هنا، هل تفضل فنجان قهوة دافئة بينما ننتظر توقف المطر؟

شعرت كأن قلبي توقف للحظة. كان هذا المنعطف الحاسم، الاختبار الحقيقي. تدفقت الأفكار إلى ذهني كسيل جارف. رأيت سماح زوجتي، رأيت ابتسامتها الصباحية، لمسات يدها الحانية، سنوات الحب والثقة التي بنيناها معاً.

لكنني رأيت أيضاً الباب المغري الذي يفتح أمامي، باب المتعة المؤقتة، لحظات من النشوة ستعقبها سنوات من الندم.

في تلك اللحظة الفاصلة، تذكرت صديقي محمد الذي خان زوجته مرة واحدة، وكيف تحولت حياته إلى جحيم من الشعور بالذنب والكذب المستمر. كيف أصبح شخصاً آخر، يتحاشى النظر في المرآة.

نظرت إلى نيكول وقلت بصوت هادئ: أنا آسف، لا أستطيع. عليّ أن أعود إلى المنزل مباشرة، زوجتي تنتظرني.

للحظة، رأيت خيبة الأمل تعبر وجهها، ثم قالت: أفهم… إنها مجرد قهوة، لكن كما تريد.

أوصلتها إلى منزلها، وقبل أن تغادر السيارة، نظرت إلي نظرة أخيرة: الرجال المخلصون نادرون هذه الأيام. زوجتك محظوظة.

بقيت في السيارة لبعض الوقت، أشعر بمزيج من الفخر والخسارة. كان الجزء الأناني مني يشعر بخسارة فرصة، لكن الجزء الأكبر كان يشعر بالامتنان لأنني نجحت في اختبار صعب.

انتصار الوفاء

عدت إلى المنزل حيث كانت سماح تنتظرني بابتسامة دافئة وعشاء لذيذ. عندما احتضنتها، شعرت بسلام عميق. في تلك اللحظة، عرفت أنني اتخذت القرار الصحيح.

في الأسابيع التالية، غيرت مقعدي في الصف وتجنبت الاختلاء بنيكول. كانت المهمة صعبة، خاصةً أن جسدي كان لا يزال يتفاعل مع وجودها. لكن مع كل يوم مر، أصبح الأمر أسهل.

أدركت أن الإغراء ليس في الشخص المغري فقط، بل في المشاعر التي نسمح لها بالنمو داخلنا. وأن قوة الإنسان الحقيقية هي في قدرته على مواجهة نفسه أولاً، ثم مواجهة العالم.

انتهت الدورة، وعدت إلى حياتي الطبيعية مع زوجتي. لكنني لم أخبرها أبداً عما حدث. ليس لأنني أخفي شيئاً، بل لأنني أردت حمايتها من جرح غير ضروري.

مرت السنوات، وأنا وسماح الآن لدينا طفلان جميلان. أحياناً، أتذكر تلك الفترة وأتساءل: هل ما قمت به كان صحيحاً أم كان علي التخلي عن زوجتي والذهاب مع الجمال اللحظي؟ هل خيانة الزوجة مرة واحدة حقاً تدمر العلاقة للأبد، أم أن هذه مبالغة مجتمعية؟ أو هل الوفاء هو ببساطة الخيار الأفضل دائماً، بغض النظر عن قوة الإغراء؟

ساعدوني في التعليقات رجاءً، فأنا أعلم أن الكثير منكم مر بتجارب مشابهة. كيف تتعاملون مع الإغراءات في حياتكم الزوجية؟ هل الوفاء خيار واعٍ يومي، أم هو طبيعة متأصلة في بعض الناس دون غيرهم؟


ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

قصص جميلة في انضارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *