قصة اللوحة التي أنقذت الوالي

قصص قبل النوم اللوحة التي أنقذت الوالي
ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

هل تبحث عن قصة قبل النوم مليئة بالعبر والقيم لتحكيها لأطفالك أو حتى لنفسك؟ إليك قصة “اللوحة التي أنقذت الوالي”، وهي واحدة من أجمل القصص الملهمة التي تحمل في طياتها دروساً عميقة وحكمة لا تُقدر بثمن.

هذه القصة ليست مجرد سرد للأحداث، بل هي مزيج من الغموض والإبداع، مما يجعلها خياراً مثالياً ضمن أفضل قصص ما قبل النوم .

تدور أحداثها حول متجر غامض وعجوز حكيم يبيع الحكمة، لتنتهي بنهاية غير متوقعة تترك أثراً عميقاً في النفوس. استعد لاستكشاف هذه الحكاية الهادفة التي ستلهمك وتساعدك على التأمل في أهمية التفكير السليم.

قصة اللوحة التي أنقذت الوالي

في أحد الأسواق القديمة، كان هناك متجر صغير يبدو شبه خاوٍ. لم تكن فيه البضائع التي تغري بالشراء، بل كان يعج بالهدوء والغموض. داخل المتجر، جلس رجل عجوز على كرسي خشبي متهالك، تحيطه لوحات تراكم عليها الغبار. لم يكن أحد يكترث لهذا المتجر الصغير، لكن يبدو انه يحمل في طياته شيئاً مختلفاً.

مر أحد الولاة متنكراً بزي تاجر، يجول في السوق ليراقب أحوال الناس. لفت نظره المتجر الغريب والعجوز الجالس بهدوء لا يزعزعه شيء. دخل الوالي وألقى التحية، فرد العجوز بأدب وابتسامة تعكس ثقة بالنفس. سأل الوالي بفضول: “ماذا تبيع هنا؟ لا يبدو أن لديك ما يُشترى”. ابتسم العجوز ورد قائلاً: “أبيع أغلى ما في السوق”.

تفاجأ الوالي من الرد وسأل بدهشة: “أغلى ما في السوق؟ وماذا تعني؟”. قال العجوز بثقة: “أبيع الحكمة، وحكمتي لا تُقدر بثمن”. وأشار العجوز إلى لوحات قديمة غطاها الغبار وقال: “هذه لوحاتي، وكل واحدة منها تحمل حكمة غير عادية”.

اقترب الوالي من إحدى اللوحات ومسح الغبار عنها ليقرأ العبارة: “فكر قبل أن تعمل”. تأمل الوالي العبارة وسأل: “كم تطلب مقابل هذه اللوحة؟”. أجاب العجوز دون تردد: “عشرة آلاف دينار”. انفجر الوالي ضاحكاً وقال: “عشرة آلاف دينار لعبارة بهذا البساطة؟ هل تمزح؟”. لكن العجوز رد بثبات: “إن أردتها فهذا هو الثمن، ولا نقاش فيه”.

حاول الوالي المساومة، بدأ بعرض ألف دينار ثم رفع عرضه تدريجياً حتى وصل إلى تسعة آلاف دينار، لكن العجوز ظل على موقفه. غضب الوالي وقرر الانصراف، متوقعاً أن العجوز سيناديه للتفاوض، لكنه فوجئ بأن العجوز عاد للجلوس بهدوء وكأن شيئاً لم يكن.

بينما كان الوالي يغادر السوق، تذكر موقفاً كان ينوي اتخاذه ويُخالف المروءة. لكن تذكر عبارة العجوز : “فكر قبل أن تعمل”. بدأ يشعر بقيمة هذه الحكمة وتراجع عن قراره. عاد مسرعاً إلى المتجر ودفع المبلغ كاملاً للعجوز. قبل أن يغادر، قال العجوز: “هناك شرط يجب أن تلتزم به”. سأله الوالي: “وما هو الشرط؟”. قال العجوز: “يجب أن تكتب هذه العبارة في كل مكان تراه دائماً: على باب منزلك، في غرفك، وعلى أدواتك أيضاً”. وافق الوالي على الشرط وطلب من خدمه تنفيذ الوصية.

مرت الأيام، وفي أحد الأيام، قرر قائد الحرس خيانة الوالي وقتله ليستولي على الحكم. أغرى القائد حلاق الوالي وأقنعه بتنفيذ الجريمة أثناء الحلاقة. عندما دخل الحلاق القصر، رأى العبارة مكتوبة على البوابة: “فكر قبل أن تعمل”. أصابه الارتباك، لكنه واصل طريقه. في كل مكان مر به داخل القصر، كانت العبارة تتكرر على الجدران والسجاد وحتى الأدوات. ازداد توتره كلما رأى العبارة وكأنها تراقبه.

وصل الحلاق إلى غرفة الوالي ولاحظ أن العبارة مكتوبة على ثوب الوالي نفسه. ارتجفت يده وبدأ العرق يتصبب من جبينه. شعر بأن الوالي يعلم بنيته، وتسلل إليه الخوف. حين بدأ الحلاق عمله، لم يستطع تمالك نفسه. ألقى بالأداة وانهار بين يدي الوالي باكياً، واعترف بالمؤامرة كاملةً. أمر الوالي بالقبض على قائد الحرس وعُوانه، وعفا عن الحلاق الذي أرجع الفضل لتلك الحكمة التي أنقذت الجميع.

عاد الوالي إلى تلك اللوحة وتامل العبارة بفخر، متذكراً العجوز. أراد أن يكافئه أو يشتري منه حكمة أخرى، لكن عندما عاد إلى المتجر، وجد أن العجوز قد فارق الحياة، تاركاً وراءه أغلى بضاعة: الحكمة.

فلا تبخل بنشرها

إن كانت هذه القصة قد لمست قلبك أو أضاءت شمعة جديدة من التأمل في عقلك، فلا تبخل بنشرها لتكون نبراساً ينير درب الآخرين كما أضاء لك. فالحكمة الجميلة تزداد قيمتها حين تُشارك، وقد تكون سبباً في تغيير حياة أحدهم دون أن تدري.

في الختام القصة

تعلمنا من هذه القصة الرائعة أن الحكمة ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي نور يرشدنا في أصعب اللحظات ويحمينا من اتخاذ قرارات خاطئة قد نندم عليها.

إن كانت تبحث عن قصة قبل النوم قصيرة وهادفة ، فإن هذه الحكاية تعد خياراً مثالياً؛ فهي تجمع بين الإثارة والعبرة بطريقة تسحر العقل وتطمئن القلب. سواء كنت تقرأها لنفسك أو تشاركها مع أطفالك، فإنها ستظل عالقة في الأذهان كواحدة من أفضل قصص الأطفال قبل النوم أو حتى الكبار.

فلنحرص دائماً على التفكير قبل الفعل، ولنجعل من الحكمة رفيقة دربنا نحو حياة أفضل وأكثر وعياً.

ساعدنا في نشر هذه القصة الجميلة.

قصص جميلة في انضارك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *