قصة رجل ضعيف الإرادة

في عالم القصص المضحكة والمليئة بالعبر، تأتي قصة رجل ضعيف الإرادة لتُرسم الابتسامة على الوجوه وتقدم درسًا لا يُنسى. تدور أحداث هذه القصة الطريفة في قرية بسيطة، حيث يتعلم البطل درسًا قاسيًا بطريقة مليئة بالمواقف المضحكة والمحرجة.
إذا كنت من عشاق القصص الكوميدية التي تحمل بين طياتها حكمًا واقعية، فهذه القصة ستأخذك في رحلة مليئة بالضحك والتأمل.
قصة رجلٌ ضعيف الإرادة
في قريةٍ صغيرةٍ تقع على سفح جبلٍ شاهق، حيثُ كانت البيوت الطينية متراصةً على تلالٍ متدرجة، وكان الناس يعيشون حياة بسيطة، عاش رجلٌ يُدعى سليم. كان سليم رجلاً طيب القلب لكنه كان ضعيف الإرادة للغاية، لا يستطيع اتخاذ أي قرارٍ في حياته مهما كان بسيطاً دون الرجوع إلى زوجته سعاد.
كانت سعاد امرأةً حادة الطباع، سريعة البديهة، تُشعر سليم دائماً أنها أكثر ذكاءً وحكمةً منه. في صباح أحد الأيام المشمسة، خرج سليم إلى السوق ليشتري بعض الحاجيات، وهناك وقع في مشادة مع أحد التجار. غضب سليم وفي لحظة تهور، قام بدفع التاجر مما أدى إلى سقوطه وتكسر بعض بضاعته الثمينة.
رُفع الأمر إلى قاضي القرية، الذي كان معروفاً بأحكامه الغريبة وحس الدعابة العجيب. استمع القاضي للشهود ثم نظر إلى سليم وقال بصوت جهوري: “لقد ثبت عليك الذنب يا سليم، وحكمي عليك أحد ثلاثة أمور: إما أن تدفع مائة درهم، أو تُجلد مائة جلدة، أو تأكل مائة بصلة!”
عاد سليم إلى بيته مهموماً، وجلس أمام زوجته يشكو همه. قال لها: “ماذا أفعل يا سعاد؟ أنا لا أملك مائة درهم، والجلد سيؤلمني بشدة!”
ابتسمت سعاد بثقة وقالت: “الاختيار واضح يا رجل! البصل أسهل حل، تأكله وتنتهي المشكلة. إنها مجرد بصلات، وأنت تأكل البصل كل يوم في طعامك!”
نظر إليها سليم بعينين مترددتين وقال: “أأنتِ متأكدة؟ مائة بصلة تبدو كثيرة!”
ضحكت سعاد وقالت: “بالطبع متأكدة، اسمع كلامي دائماً ولن تندم. أنت تعرف أني لا أخطئ في قراراتي.”
في اليوم التالي، وقف سليم أمام القاضي وجمع من أهل القرية المتفرجين واختار تناول مائة بصلة. بدأ يأكل البصل بصلةً تلو الأخرى، وكان في البداية يبتسم لسعاد التي كانت تقف بين المتفرجين تشجعه.
بعد البصلة العاشرة، بدأ فمه يحترق. بعد البصلة العشرين، أصبحت معدته تؤلمه. بعد البصلة الثلاثين، بدأت عيناه تدمعان بشدة. بعد البصلة الأربعين، أصبح وجهه شاحباً من الألم. بعد البصلة الخمسين، بدأ يتقيأ بين الحين والآخر.
وعندما وصل إلى البصلة الستين، لم يعد يتحمل. نظر إلى سعاد بعينين دامعتين وقال: “لا أستطيع الاستمرار يا سعاد، إنه أمر مستحيل!”
اقتربت منه وهمست في أذنه: “وجع ساعة ولا وجع ألف ساعة! اختر الجلد يا سليم، سينتهي الأمر سريعاً.”
استمع سليم لنصيحة زوجته مرة أخرى، والتفت إلى القاضي وقال: “سأختار الجلد يا سيدي!”
أوقفوا سليم وبدأوا بجلده، السوط يلهب ظهره ويترك آثاراً حمراء. صرخ مع الجلدة الأولى، وتلوى مع الثانية، وبكى مع الثالثة. وعندما وصل إلى الجلدة السابعة والأربعين، انهار على الأرض وصرخ: “توقفوا! لا أستطيع الاحتمال!”
نظر إليه القاضي وقال: “ماذا تريد إذن؟”
رفع سليم رأسه بصعوبة وقال: “سأدفع المائة درهم يا سيدي.”
تقدم سليم بخطوات متثاقلة، وأخرج كيساً صغيراً من جيبه كان يخبئه للطوارئ، وأعطى القاضي المائة درهم، وهو يكاد ينهار من الألم والإرهاق.
عاد سليم إلى البيت محمولاً على أكتاف بعض الجيران، بعد أن عانى من أكل ستين بصلة، وتلقى سبعاً وأربعين جلدة، ودفع مائة درهم. واصبح لا اكل يقدر ان يأكله و صحة يشتغل بها و مال يصرف منه، نظر إلى سعاد وقال: “لقد دفعت الثمن ثلاث مرات بسبب نصائحك!”
ابتسمت سعاد وقالت: “قلت لك ادفع المئة درهم ولم تسمعني .” ونضر اليها بتعجب وقال من طاوع الانات دفع الثمن مثنى وثلاث
وبعد ان اصبح حالته الصحية جيدة، طلب سليم من النجار أن يصنع له لوحة خشبية كتب عليها: “من طاوع الانات دفع الثمن مثنى وثلاث“. علقها على باب بيته، لكي لا ينساها وتذكر درسه الثمين، وأقسم ألا يكون ضعيف الإرادة بعد اليوم. وقال لهم ضعوها فوق قبري عندما اموت.
أصبحت قصة سليم مثلاً يُضرب في القرية، وكلما رأى الناس رجلاً مترددًا يهمسون له: “لا تكن مثل سليم أكل البصل وتلقى الجلد ودفع المال!”
وهكذا انتهت مغامرة سليم بثلاثة دروس قاسية، ولكنها صنعت منه رجلًا أقوى وأكثر حكمة. قصة طريفة ولكنها مليئة بالعبر لكل من يتردد في اتخاذ قراراته. فكم من مرة وجدنا أنفسنا في مواقف مشابهة؟!
إذا أعجبتك هذه القصة المضحكة، شاركها مع أصدقائك وأحبائك لتعم الفائدة والابتسامة! ولا تنسَ أن تترك تعليقك، هل سبق وأن مررت بموقف مشابه؟ 👇😊